الثلاثاء، 18 يونيو 2013

رجال في غير اماكنها


دق جرس النهاية ثانيا لمسلسل درامي تراجيدي تدور احداثه حول منتخب لم يأخذ من صفة الاسود الى الاسم ، حزنا بعد نسيم فرح دام قليلا في المباراة الاخيرتين لكن الفيلة أرادوا أن يزهقوا حلم الأسد بأسبوع قبل نهاية الوضيمة ، لقد فر من أيدينا الحلم المونديالي مرة أخرى و بتنا نعد خطوات الفشل تعاقبا ، رغما أن المشوار توقف منذ مباراة السقوط المدوي أمام تنزانيا بدار السلام إلا أن قلب المغاربة ضل يخفق بالأمل إلى حدود اليوم و ظل اللسان ينطق كلمات الأفق المشرق فلا القلب جنبهم لعنة القتل و لا السان أنقدهم من براثين الفشل و الخلاصة حساب و حساب و النتيجة بقاء في الديار عساها أن تكون الأخيرة في لغة الحنين للمعجزات الخارقة و الإيمان الواهم بالتأهل عن طريق أقدام و عرق الغير ،

يا أعزائي مشكلة المنتخب ليست في أسود تغطس في عمق التراب الوطني فتغتسل بمياه الصنابير أو في أسود زئرت في أدغال المهجر فتغتسل بمياه معدنية ، و لا المشكلة في فارس بلجيكي باع الوهم لنا أو في مروض يريد تحقيق المجد بأقوال الملك و بالدعاء و التيمم ، أو في جمهور تحركه الرياح يمينا و شمالا كما أزهار الرياحين الشامخة ، و لا المشكلة في صحافة تقتات من معاناة الناس و تصطاد في الماء العكر و لا المشكلة في كرة تعاندنا و ترفض مداعبتنا و توددنا لها ... بل المشكلة يا اصداقي في أولئك اللذين صنفناهم علية القوم ، هؤلاء اللذين يتصارعون في صمت على الهوامش فنستمتع بمتابعتهم  يمارسون لغة الخشب فنصفق فرحا بكلماتهم و يأكلون الثوم بأفواه الآخرين فنشجعهم يمارسون النفاق فنصدقهم يدرفون دموع التماسيح فترأف بهم قلوبنا ، إنهم لصوص يسرقوننا فنبارك لهم ، يتهافتون على قيادة المرسيدس فنلقي لهم التحية ببسمة و نحن نعرف أنهم بغال يستحقون البصق فنرفض ممارسة حقنا في البصق .

يا أصدقائي لقد غادرنا الربيع و لم يترك فينا بصمته و ترك أحلامنا تترنح فعدنا للنوم من جديد ، غادرنا الربيع و تركنا نسبح في مستنقع الدموع حسرة على مجد كروي ضاع منذ مدة لم ندرك بعد أن المجد يصنع و لا تهبه السماء كقطرة ماء ... يا حسرتاه لو إستقبلنا الربيع بالورود و الياسمين لذهبنا للبرازيل كما فعلت ليبيا و تونس لكننا إستقبلناه بالعلقم و العوسج ففر هاربا ... لا مجد بدون ديمقراطية لا مجد في ظل الإستعباد ...فلتكن نهاية الصمت و بداية الكلام فلنمارس حقنا في البصق كلما رأينا بغلا يقود المرسيدس فبعد البصق تترسخ الجرأة و بعد الجرأة نستقبل الربيع بالياسمين و بعد الربيع مجد لن يضيع ...

و أخيرا رسالة لهؤلاء المسؤولين اللذين فاق جشعهم و طمعهم كل الجدود ما روي عن عيسى عليه السلام بينما كان في سياحته إذ مر بجمجمة نخرة ، فسأل الله في أن تتكلم ، فأنطقها الله فقالت ، أنا بلوان بن حفص ملك اليمن ، عشت ألف سنة و رزقت ألف ولد و إفتضضت ألف بكر و هزمت ألف جيش و فتحت ألف مدينة ، فما كان كل ذلك إلا كحلم نائم فمن سمع قصتي فلا يغتر يالدنيا . فبكى عيسى عليه السلام بكاأ شديدا حتى غشي عليه . 
المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا